I
يضهرلي الشّعب التّونسي هو الشّعب الوحيد في العالم إلّي عدّى مدّة قرن و نصف يتحكحك مع الفكرة متاع الدّيموقراطيّة من غير ما ينجّم يوصل يطبّقها حتّى مدّة نصف ساعة.
طول التّاريخ متاع تونس السّيطرة على كامل التّراب متاع البلاد عمرها ما كانت كاملة لمدّة طويلة يقولو حتّى إلّي الحسينيين ما وصلولها إلّى في أوّل القرن تسعطاش و يضهرلي ما كانتش سيادة بالمعنى متاع اليوم بما أنّو القبائل ديما موش راكحتلهم... إنّجّمو نشوفو يعني الدّولة حتّى بمفهومها الإستبدادي ماهيش فكرة مقبولة من عند القبائل إلّي كانت عايشة على التّراب التّونسي من أوّل الدّنيا من وقت قرطاج و روما نعرفو إلّي الخيّالة النّوميديّة بدّلت الولاء متاعها برشا مرّات في الحروب البونيقيّة و في عهد روما و إلّا العهد الإسلامي ماركحوش لمدّة طويلة لحتّى حاكم و مع جيّان بني هلال و بني سليم كانت تشخر زادت بف و الولاء متاع القبايل هاذي كان يا بالقوّة يا بالإمتيازات بالقرب من الحاكم يا بالوازع الدّيني و إلّا العرقي... بالطّبيعة موضوعنا متاع التّفكير و السّلوك السّياسي متاعنا مربوط بشكل كبير بتاريخنا هذا حتّى إنّو ما إنّجموش نفصلو تدخيل التّفكير الدّيموقراطي بإحتشام في نصف القرن تسعطاش بالموجود في مخاخ التّوانسة وقتها.
عاد وقتها عملو عهد الأمان و الدّستور و مجلس يعيّنو الباي عمرها ماكانت حاجة مطلوبة من عند التّوانسة كانت أفكار متاع مماليك قارين البرّا و تحت ضغط و إلّا عالأقل الإستحسان متاع الفرنسيس و الطلاين و الأنڨليز.. حتّى النّخبة الحاكمة تضهر كاينّها ما هيش مقتنعة ميا في الميا بالتّفكير الدّيموقراطي و تعمل فيه متاع عندكشي عندي يعني الدّيموقراطيّة ماهيش غاية في حد ذاتها هي مجعولة باش تقوّي الدّولة باش تنجّم تنافس الأوروبّيّين هذا مثلا عند خير الدّين أمّا عند الباي فإنّو كاينّو بالسّيف عليه دزّوه الفرنسيس و ماخذة في الخاطر في جماعتو...المشكل عند الشعب الأفكار هاذي جات كاينّها مصيبة جات مع الزّيادة في الضرايب و جابت المساوات مع اليهود و النّصارى و جابتلهم كرفي متاع الهبوط للعآصمة كي يحب يستينف بالطبيعة الأعيان ما عجبتهمش زادة تنقيص من النفوذ و غيرو...
المضحك أنّو الدّستور و البرلمان باش يوليو مطلب شعبي مع حزب الدّستور و الدّستور الجديد...تقلّي شنيّة إلّي يضحّك في الحكاية إلّي يضحّك هو إنّو كيما العادة الدّيموقراطيّة ما كانتش مطلوبة في حدّ ذاتها كنظام ينجّم يضمن الحرّيّة و العدالة لكن كانت مطلوبة لتحقيق الإستقلال... هو مانيش مهبول باش نقلّك إلّي الإستقلال خايب أمّا موضوعنا هنا هو تشرويل الفكر و السّلوك السّياسي يعني حتّى كان أحنا من أوّل العرب إلّي عملو دستور في نص القرن تسعطاش و علّقناه وحّدنا منبعّد أربعة سنين و رجعنا نطالبو بيه في الحركة الوطنيّة فإنّو عمرنا ما طالبنا بيه عن إقتناع أنّو نظام معقول باش نتفاهمو بيه بين بعضنا.... و الأهم في الحكاية أنّنا في الأوّل رفضناه على خاطرو تهديد لمصالحنا و لهويّتنا و من بعّد ولّينا نطالبو بيه لمصالحنا و لهويّتنا...
و من الواضح حتّى للّي يتفرّج من بعيد إنّو المطالب السّياسيّة للحزب الدّستوري القديم و من قبلو حركة الشباب ما كانتش شعبيّة ياسر و الإلتفاف حول مطالبو في أحداث الجلّاز إنّجّمو نتصوّرو إلّي هو كان على خاطر مسّ الفرنسيس و الطّلاين من مقدّسات التّوانسة و الغبينة إلّي حسّوها من جرّة إحتلال ليبيا و زيد مقتل طفل صغير من طرف واحد طلياني يعني التّوانسة إلتفّو نسبيّا حول الحركة الوطنيّة بواعز ديني و قومي و رفضا للمستعمر و مطالب الدستور القديم قعدت مطالب نخبويّة.
العبقريّة متاع الدستور الجديد و الإتّحاد تمثّلت في تفييق الشعب على روحو و تشريكو في مقاومة الإستعمار و تفعيل العصيان المدني و حتّى المقاومة المسلّحة من غير شك النّخبة متاع وقتها كانت واعية بالقيم متاع الحرّيّة و العدالة و تعرف دور النّظام الدّيموقراطي في ترسيخها لكن العبقريّة متاعها خلّاتها تفهم إلّي تفييق الشّعب يكون أسهل بإستعمال الهويّة : الدّين ساعات و القوميّة ساعات و إيقاظ الحس الوطني ساعات... و في هاذي إنّجّمو نقولو بورڨيبة أبدع المؤتمر الأوفخاريستي و حكاية المجنّسين و إلى آخره..
ما نيش مركّز ياسر على دور المستعمر في تشرويل الفكر و السّلوك السّياسي متاع التّوانسة على خاطرو بديهي و واضح من مواصلة إعطاء الإمتيازات و إستعمال القوّة و يمكن أهم حاجة هي تكريس إحتقار التّوانسة للدّيموقراطيّة كنظام جاي مالبرّة و إمّاليه لا يمّنو لا بحرّيّة لا عدالة... بالرّغم من هذا الحركة الوطنيّة تمكّنت من مواصلة رفع المطالب الأزليّة متاع دستور و برلمان وتدخيل فكرة جمهوريّة في مخ التّوانسة لكن ديما بأسلوب الغمّة و أسلوب اللّيقة تجيب يعني المطلب الشّعبي هو الإستقلال و كل واحد عندو فكرة في مخّو كيفاش...التّبرويلة هاذي تواصلت الأعوام الأولى من بعّد الإستقلال و بورڨيبة إستعمل كل شعبيتو و وهرة المجاهد الأكبر باش يعدّي حكايات كيما الأحوال الشّخصية و تحديث الدّولة /موش وحدو معاه جزء من النّخبة/ أمّا الحكاية كانت على ظهر جزء كبير مالتّوانسة كانو عندهم تصور آخر لتونس مستقلّة و فيسع فيسع دولة الإستقلال إلّي هي جمهوريّة و تستعمل في مؤسّسات تستعملهم أي ديموقراطيّة لقات روحها تتصرّف بإستبداد و تبرّر إلّي هو ظرفي و ضروري لبناء الدّولة و إختارت باش تستحفظ على روحها و على مشروعها الحداثي بإستعمال نفس المكوّنات المشرولة في التّفكير و السّلوك السّياسي عند التّونسي الإمتيازات القوّة و الوازع الدّيني أو القومي أو الوطني أو الثلاثة مع بعضهم... و سلّكتها بيهم بلڨدا من ناحية تركيز النّظام إلّي يقولولو هيبة الدّولة و إلّا الهدنة الإجتماعيّة لكن كانت عندو نتائج كارثيّة في مواصلة تشرويل الفكر و السّلوك السّياسي. الصّراع اليوسفي البورڨيبي لا يزّي عزّز إحتقار برشا توانسة للنّظام عامّة و للنّظام الجمهوري خاصّة بما أنّو ظهّر إلّي ماهوش مختلف على نظام الحماية و إلّا نظام الباي لا يزّي زاد رجّع الهويّة / دين و قومية و وطنيّة/ لقلب العمل السّياسي في حين هي حتّى لوكانت لازمة في عهد الإستعمار فإنّها بالتّأكيد تبيلكك في دولة تحب تبني نظام ديموقراطي و ولاّت مزايدة شكون تونسي أكثر و شكون عربي أكثر و شكون مسلم أكثر و ولّات تخوين و فلان بيّوع و فلان ماسوني و هذوكم ڨعار و هذوكم مدّبيّة و هذا يورّي إقتناع زوز أقوى سياسيين في البلاد في الوقت هذاكة بأهمّيّة حكاية الهويّة إلّي إستعملوها هوما ضد الإستعمار و بإفلاس الحس الدّيموقراطي عند الشّعب الكريم
ولّات حكاية حياة أو موت بين زوز أشخاص و زوز مشإريع ماهمش بعاد ياسر على بعضهم و بما أنّهم دافنينو مع بعضهم فإنّهم ما رشفوهاش لبعضهم و ترزينا في درا قدّاش من شهيد في بنزرت في إطار المزايدة هاذي غير الضحايا المباشرة في الصّراع هذا إلّي بالطّبيعة كانو أكثرهم يوسفيّة...يعني هوما بالرّغم إلّي قافزين و يعرفو قيمة النظام الديموقراطي كإخر ما وصلتلو الإنسانيّة في الحكاية متاع الأنظمة فإنّهم ما كانش عندهم ڨلب باش يطبقوه يمكن على خاطر عركة بين زوز شخصيّات قويين كيف ما يقولو بعض الناس و يمكن زادة على خاطر ما عندهمش ثقة في إقتناع الشعب بالدّيموقراطيّة و فضّلو تحويل الصّراع لمجال يسهل إستقطاب الجماهير و هو الهوية و الوطنية و غيرو.
يعني توّا من عهد الأمان للأعوام الأولى متاع الجمهوريّة الأولى الفكر و السّلوك السّياسي تحوّل من الحكم المطلق متاع ملك على شويّة قبايل إلى شبه جمهوريّة شعبها مغبون مدّة قرون و يرى في الدّيموقراطيّة كل شي إلّا وسيلة يحاول يحقق بيها قيم الحرّيّة و العدالة و السّعادة لروحو.... هاو الجزء الأول على خاطر كان باش نقعدو نثبتو إلّي التّوانسة تاريخيا ما إمّنوش بالدّيموقراطيّة و حتّى النّخب متاعها في طمبك المقاومة من أجل الحرّيّة و العدالة إستعملتها كأكسسوار فإنّو نعدّيو اللّيلة في تقعيد العود الجزء الثّاني نشوفو كيفاش عدم الإيمان بالدّيموقراطيّة تواصل حتّى لليوم / إيه من بعد أربعطاش جانفي/