lundi 14 juillet 2008
نزار القباني الإستجواب
مَنْ قَتَلَ الإمامْ ؟
المُخبِرونَ يملأونَ غرفتي
مَن قتلَ الإمامْ ؟
أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي
مَنْ قتلَ الإمامْ ؟
مَن طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقهْ ؟
ومزَّقَ الجُبَّةَ ، والكشكولَ ، والمِسبَحَةَ الأنيقهْ ؟
يا سادَتي :
لا تقلعوا أظافري بحثاً عن الحقيقهْ
في جثةِ القتيلِ ، دوماً ، تسكنُ الحقيقهْ .
مَن قتلَ الإمامْ ؟
عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يدخلونْ
عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يخرجونْ
محاضِرٌ .. آلاتُ تسجيلٍ .. مصوّرونْ
يا سادَتي :
ما النفعُ من إفادَتي ؟
ما دمتُمْ ـ إن قلتُ وإنْ ما قلتْ ـ سوفَ تكتبونْ
ما تنفعُ استغاثتي ؟
ما دمتمْ ـ إن قلتُ وإن ما قلتُ ـ سوفَ تضربونْ
ما دمتمْ منذُ حكمتُمْ بلدي ..
عنّي تُفَكّرونْ ..
لستُ شيوعيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ
ولا يمينيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ
مسقطُ رأسي في دمشقَ الشامْ ..
هل واحدٌ من بينكمْ يعرفُ أينَ الشامْ ؟
هل واحدٌ من بينكم أدمنَ سُكنى الشامْ ؟
رَواهُ ماءُ الشامْ .. كَواهُ عِشقُ الشامْ ؟
تأكّدوا يا سادتي
لن تجدوا في كلِّ أسواقِ الورودِ وردةً كالشامْ
وفي دكاكينِ الحِلى جميعِها .. لؤلؤةً كالشامْ
لن تجدوا .. مدينةً حزينةَ العينينِ مثلَ الشامْ ..
لستُ عميلاً قذراً ...
ـ كما يقولُ مخبروكمْ ـ يا سادتي الكرامْ
ولا سرقتُ قمحةً ، ولا قتلتُ نملةً
ولا دخلتُ مركزَ البوليسِ يوماً .. سادتي الكرامْ
يعرفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ
يعرفُني الأطفالُ ، والأشجارُ ، والحَمامْ
وأنبياءُ اللهِ يعرفونني
عليهمْ الصلاةُ والسلامْ
الصلواتُ الخمسُ .. لا أقطعُها يا سادتي الكرامْ ..
وخطبةُ الجمعةِ لا تفوتُني .. يا سادتي الكرامْ ..
من ربعِ قرنٍ وأنا أمارسُ الركوعَ والسجودْ
أمارسُ القيامَ والقعودْ
أمارسُ التشخيصَ خلفَ حضرةِ الإمامْ
يقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ )
أقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ )
يقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ )
يقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نَسلَهُمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نسلهُمْ )
يقولُ : (أغرقْ حرثَهم وزرعَهمْ )
أقولُ : (أغرقْ حرثَهمْ وزرعَهمْ )
وهكذا .. يا سادتي الكرامْ
قضيتُ عشرينَ سنهْ ..
أعيشُ في حظيرةِ الأغنامْ
أعلفُ كالأغنامْ
أنامُ كالأغنامْ
أبولُ كالأغنامْ
أدورُ كحبّةٍ في مسبحةِ الإمامْ
لا عقلَ لي .. لا رأسَ .. لا أقدامْ ..
أستنشقُ الزكامَ من لحيتِه ..
والسُّلَّ في العظامْ ..
قضيتُ عشرينَ سنهْ
مُكَوَّماً كرزمةِ القشِّ على السجّادةِ الحمراءْ
أُجلَدُ كلَّ جمعةٍ بخطبةٍ غرّاءْ
أبتلعُ البيانَ ، والبديعَ ، والقصائدَ العصماءْ
أبتلعُ الهُراءْ
عشرينَ عاماً .. وأنا يا سادتي
أسكنُ في طاحونةٍ
ما طحنتْ قطُّ سوى الهواءْ
يا سادتي
بخنجَري هذا الذي تَرَوْنَهُ
طعنتُهُ بالصدرِ والرقبهْ
طعنتُه في عقلهِ المنخورِ مثلَ الخشبهْ
طعنتُه باسمي أنا ..
واسمِ الملايينِ من الأغنامْ
يا سادتي : أعرفُ أنَّ تُهمَتي عقابُها الإعدامْ
لكنّني قتلتُ إذ قتلتُهُ
كلَّ الصراصيرِ التي تنشدُ في الظلامْ
والمستريحينَ على أرصفةِ الأحلامْ
قتلتُ إذْ قتلتُهُ ..
كلَّ الطفيليّاتِ في حديقةِ الإسلامْ
كلَّ الذينَ يطلبونَ الرزقَ من دُكّانةِ الإسلامْ
قتلتُ إذْ قتلتُهُ ، يا سادتي الكرامْ
كلَّ الذينَ منذُ ألفِ عامْ ..
يَزْنُونَ بالكلامْ
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
3 commentaires:
Trop fort!!
@ azwaw : choftou, meme apres la mort il peut repondre du tac au tac et tres bien en plus:)rabbi yahdi ma 5la9.
@bachbouch : eh oui, mais les trop fort ne plaise pas ces jours ci, c'est le temps des aghnem. :))
@Eddou3aji
Il y a dans notre patrimoine de quoi faire "bleuir" les passéistes éternels. Quid de Mudhaffar al-Nuwwab... il n'est pas en reste.
Bonne chance...
Enregistrer un commentaire