الشيزوفرينيا ، كلمة يونانية الأصل وتعني انفصام الشخصية الذي هو مرض عقلي يشكل
نسبة عالية من مرضى الأمراض العقلية أو النفسية. ولكن هذا المصطلح صار يستخدم في
علم الاجتماع أيضاً لوصف مجتمعات مصابة بشكل واسع بالازدواجية في السلوك والمعايير.
وفي الحقيقة لو دققنا في هذا المرض، في حالتيه، الطبية والاجتماعية، لوجدنا تطابقاً
وتشابهاً في الأعراض. والفرق بينهما، أن في الحالة الطبية يصاب بها الفرد
ويعالج من قبل طبيب الأمراض العقلية بالأدوية والصدمات الكهربائية
والشفاء منه سريع ومضمون نسبياً. بينما النوع الثاني، أي المعنى الاجتماعي وما يسمى
بازدواجية الشخصية والسلوك، فيصيب قطاع واسع من المجتمع نتيجة التناقضات الحادة في
الموروث الاجتماعي وهو أكثر تعقيداً وخطورة من الحالة الأولى، لأن العلاج هنا
يحتاج إلى تضافر جهود في مختلف المجالات: السياسية والثقافية والتعليمية والإعلامية
...الخ كما ويستغرق عدة أجيال للحصول على نتائج مرضية وخلاص المجتمع من آثاره
المدمرة.الأعراض المشتركةهناك أعراض مشتركة في هذا المرض بحالتيه، الطبية
والاجتماعية، أهمها إصابة المريض بالأوهام فيعتقد المريض بأفكار زائفة
رغم عدم صحتها ودون وجود أي دليل مادي أو منطقي للأخذ بها فعلى سبيل المثال نذكر
منها ما يلي:أوهام العظمة
إذ يصاب المريض بجنون العظمة ويعتقد أنه فريد من
نوعه والناس يجب عليهم أن يعاملوه معاملة العظماء. كذلك العرب يعتقدون أنهم
أعظم من غيرهم في كل شيء
ما كيفنا حدّ...خمسة و خميس علينا... شكونهم هوما باش نتعلّمو عندهم و إلّا باش نعملو كيفهم
الشعور بالاضطهاديعاني المريض من الشعور بالاضطهاد من قبل الآخرين، ويعتقد
أن الناس يتآمرون عليه للنيل منه والقضاء عليه دون أن يكون لديه أي حجة أو دليل
لإثبات صحة ما يعتقد به. وهذا بالضبط ما يشعر به العرب المولعون بنظرية المؤامرة،
فكلما أصابتهم مصيبة قالوا أنها نتيجة المؤامرات الغربية "الصليبية والصهيونية
الحاقدة"، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التفكير العقلاني لمعرفة الأسباب
الحقيقية التي أدت بهم إلى الهزائم والعواقب الوخيمة. فالعرب دائماً يعلقون غسيلهم
على شماعة الغرب وبالأخص أمريكا وحتى في تخلفهم في الركب الحضاري.بدون تعليقالريبة والتصورات الخاطئةيتصور المصاب بالشيزوفرينا أن الناس لا عمل لهم سوى الحديث عنه
والنميمة ضده والتآمر عليه فهو في حالة شك وريبة شديدة دائمة من الناس.
كيف إلّي يبدا يضرب في روحو بالكفّ و إلّا يشلّط في روحو قال شنيّة ينحّي في الدّم الفاسد.
سلوك عشوائي غير منتظموهذا السلوك نلمسه في كثير من الأعمال الوحشية التي تتناقض
مع سلوك الإنسان الطبيعي الحضاري، مثل عمليات النهب والقتل العشوائي.
مثل أعراض سلبيةفقدان العاطفة والمشاعر الإنسانية، كذلك نلمس هذه الظاهرة متفشية
في المجتمعات العربية. فهذا الإرهاب الهمجي وذبح الأبرياء أمام الكامرات
التلفزيونية وبدم بارد لدليل قاطع على إصابة المجتمع العربي بهذا الداء الخطير.
والجدير بالذكر أن رجل الدين المعروف الشيخ يوسف القرضاوي نصح بعدم عرض عمليات ذبح
البشر على شاشات التلفزة. وهذا يعني أنه يؤيدها ولكن ينصح بعدم عرضها بهذه الصورة،
لأنها تجلب سمعة سيئة على الإسلام والمسلمين. وهذا الموقف يجعل من القرضاوي رجل دين
معتدل في نظر البعض
عدم قدرة المريض على التمتع بفعاليات كان يتمتع بها سابقاًوهذه الحالة أيضاً تنطبق على المجتمع العربي في الوقت
الحاضر. فتاريخ العرب حافل بالنشاطات الفكرية والاجتهاد في عهد الخلافة الراشدية
والأموية و العباسية في إيجاد الحلول العقلانية للمشاكل المستجدة
فقدان النشاط والطاقة
فترى المريض بالشيزوفرينيا يقضي معظم وقته دون أن يعمل أي شيء، أو نائماً. كذلك تجد
صفات الكسل والخمول وكثرة النوم ونزعة الإتكالية وضعف الإنتاجية متفشية في البلاد
العربية.
عدم الاهتمام بالحياة
وهذه النزعة معروفة في المجتمع العربي، وكما عبر عنها بن لادن في
خطابه للغرب "أنكم تحبون الحياة ونحن نعشق الموت". وهذاجزء لا يتجزأ من التراث العربي المحاط بالتمجيد. لذلك نرى خطباء
المساجد يمجدون الموت للشباب ويكرهون لهم الحياة ويحثونهم على العمليات الإرهابية
"الجهادية" إلى حد أنهم راحوا صراحة يدعون إلى الإرهاب، مستشهدين بالآية " واعدوا
لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" الانفال : 60.
كذلك قال الشيخ حسن الترابي مرة في تبريره للإرهاب وحث الشباب المسلم عليه بالقول:
" وهل هناك أكثر قربى إلى الله من إرهاب أعدائه؟"
العزلة عن العالميفضل مريض الشيزوفرينيا العزلة التامة عن العالم، إذ يقضي معظم
وقته وحده معزولاً عن الآخرين وعدم الرغبة في التفاعل مع الأصدقاء والأقارب وعدم
القدرة على إقامة صداقات وعلاقات سليمة مع الغير أو الإبقاء على صداقات سابقة، ولا
يهتم بأن لا صديق له.خلّينا وحّدنا محلانا محلانا...منّو فيه زيتو يقليه الأخرين الكل يخدّمو في مخاخهم علينا
نكران المرضينكر المصاب بالشيزوفرينيا أنه مريض، إذ
يعتقد أنه سليم جداً من أي مرض، ويعادي كل من يريد علاجه ومصلحته. كذلك العرب لا
يعتقدون أنهم مصابون بالازدواجية في السلوك والمعايير وأنهم متخلفون ويحتاجون إلى
علاج سريع للتخلص من هذا التخلف والكوارث. وكل من يحاول إثارة انتباههم إلى تخلفهم
وتوجيههم الوجهة الصحيحة يتهمونه بالشعوبية والخيانة والعمالة للأجنبي، وخاصة
العمالة للإمبريالية والصليبية والصهيونية.
التحجر الفكرييعتقد المريض اعتقاداً جازماً بصحة أفكاره إلى حد التحجر،
ولا يمكن أن يتطرق إليه الشك ولا يتزعزع عنها قيد شعرة رغم أن معظمها خاطئة. كذلك
نرى هذا الحالة متفشية في المجتمع العربي الذي يعتقد بأن ثقافته وأفكاره الموروثة
هي وحدها الصحيحة بصورة مطلقة وتعمل على تصفية المختلف. يقول الفيلسوف الألماني
نيتشه بهذا الخصوص: « ليس الشك، وانما اليقين، هو الذي يقتل!»
7 commentaires:
Excellent ya dou3aji, c'est le portrait type de notre peuple... il nous faut beaucoup de lexomil et d'anafranil
حتى إنت عندك شوية ..دم فاسد سي الدّعاجي ...كان إتنحب إنعاونك ...‘نحو منو شوية ...مرحبا في الحانوت ..
ف"تاريخ العرب حافل بالنشاطات الفكرية والاجتهاد في عهد الخلافة الراشدية
والأموية"ةوكذلك حافل بالمذابح والقتل فثلاثة من الخلفاءاللذين يقال عنهم راشدين وقع قتلهم وكذلك حافل بمعاداة الفكر والتفكير.ه
أما أفضل عيادة لعلاج الأمراض التي ذكرها المقال فهي قناة الجزيرة
bravo
yessir 7low l article !
يا دوعاجي يا ولدي، يلزمك تعرف إلّى فمّة فرق بين إلّى يعمل روحو زعيم و بين العامة، الزعيم يلزمو كيف يعمل حاجة يكون قاريلها حساباتها الكل، يغرف النتيجة متاعها، يعرف قوّة العدو و قوتو... يعرف إلّى هي باش اتجيب نتيجة إيجابية للناس إلّى حاطت روحو هو الزعيم و القائد و المنقذ متاعهم
بينما العامة بصفة عامة تتفاعل مع كل الأحداث في وقتها، تتفاعل مع النتيجة، الآنية إلّى اتمس شعورها و حياتها اليومية
إذا كان العرب إلّى فرحو بظربة 11 سبتمبر في يوم 11 سبنمبر، ماعندهمش الحق باش يغيروا موقفهم بعد الوضع إلّى أحنا فيه ولّى ما نتحسدوش عليه، مالا وقتاش باش يغيرو موقفهم؟ وقت ماتجينا القاعدة و الواقفة و تعمل بعمايلها في بلادنا؟
مالا كيف ننتخبو رئيس و يطلع بعد مدّة ما يجي شيء و هرد البلاد، نسكتوا وما نقولوش راهو غالط؟
@ alaa :
Une grande partie de notre jeunesse a commencé le traitement mais sans prescription :)
@ kacem :
يا قاسم حانوتك ديما معبّي بالنّاس الواصلة... موش مشكل تو نعمل دورة و نرجع هههه
@ citoyen :
هو من ناحية حافل....حافل ههههه إيه الجزيرة و إقرأ و روتانا هههه
@ julian :
interessant l'auteur une autre maniere de voir les choses
@ hnani :
يا هناني ما نتصوّرش العباد غيّرت موقفها من الحكاية... و حتّى كان غيّرت موقفها من بن لادن تو غدوة يجي واحد آخر و نعاودو ماللّوّل... يضهرلي وقيّت باش العامّة زادة تتحمّل شويّه مسؤوليّة على خاطر في وسطها هي ثمّة مشاريع متاع آلاف من بن لادن و آلاف من الزّرقاوي و آلاف من عمّار و مازّال الخير القدّام
يعيشك يا دوعاجي يا خويا نحيتلي خمجة على قلبي!
une analyse trés pertinente, j'aime te lire merci.
Enregistrer un commentaire